كلما أحسست برغبة قوية لأن تلهم، فكل ماعليك أن تفعله هو أن تتابع إحدى أفلام الرقص الموجودة بكثرة في الدراما الامريكية. هذه نصيحة مضمونة لك من #ابو_الخوارق ، بطلك الخارق الذي يدون لك هذه السطور التي على وشك ان تدفعك لمشاهدة فلمنا اليوم.
سنتحدث اليوم عن أحد أشهر افلام الرقص المحبوبة والتي تحولت الى سلسلة نشر منها 4 افلام حتى الان، وخامس هذه الافلام سينشر في غضون بضعة اشهر من هذا العام 2014 وسنتحدث عنه فور صدوره، اما اليوم فسنناقش اول فلم من هذه السلسلة الرائعة من افلام Step Up بطريقتنا التنموية الترفيهية المعهودة.
لن نخوض في التفاصيل الصغيرة جدا لنترك لكم مجال الاستمتاع بهذا الفلم. سنتحدث عن النقاط الجوهرية التي تأملنا فيها والتي من الممكن ان تثري حياتنا اليومية.
تعودت ان اقوم بتلخيص الملاحظات التي اكتبها اثناء مشاهدتي لافلامي بعبارات قليلة، وفلم Step Up كان تلخيصي له كالاتي:
هذا فلم كأفلام كثيرة، يحثني شخصيا لكي أثبت أنني أريد ما أريده، وايضا يحثني على الاستعداد للمحاربة من أجل ما أريد. هذا الفلم باختصار هو عن اكتشاف شغفي في حياتي.
منذ بضعة أيام اتصلت بأحد أعز اصدقائي وتحدثنا لوقت طويل عن كل شيء ولا شيء، وكانت احدى النقاط التي تحدثنا عنها هي عن الشغف الذي نريد ان نعيش به، وعن كيفية ايجاد هذا الشغف، وهذا يعد من اهم المواضيع التي على الشباب ان يهتمو بها في مقتبل أعمارهم، لماذا؟ لكي لا يضيعو سنوات طويلة في الجامعات وهم يبحثون فيها عن التخصصات التي تناسبهم والتي تشبع احتياجاتهم ليعبرو عن ذواتهم وامكاناتهم وقدراتهم. كم طالب جامعي تعرفه قام بتغير تخصصه أكثر من مره لكونه يبحث عن ما يناسبه ويرضيه حقا؟ كم مرة قمت انت بالبدء بتعلم مهارة معينة ثم لم تلبث ان استسلمت وتوقفت عن متابعة عملية التعلم؟
صديقي هذا تعلم اللغة الانجليزية في المنزل بمفرده، وهو من ساعدني على تعلم اللغة الانجليزية بنفس الدروس التي اخذها، وهو يعلم تماما عن قوة الارادة نظرا لخوضه تجربة حقيقية احتاج فيها لان يقوي ارادته اثناء تعلمه لهذه اللغة، لكنه الان لا يستطيع اكمال اي برنامج تعليم ذاتي يبدأ فيه!
بدأ بتعلم تصميم المواقع الالكترونية لفترة امتدت لثلاثة اشهر تقريبا، ثم ما لبث ان توقف عن ذلك! بدأ بترجمة المسلسلات الامريكية التي يحبها، ثم مالبث ان توقف ايضاً! وهذا من ما اشعره بإحباط حقيقي عبر عنه في تلك المكالمة، ثم اخبرني عني وعن تركيزي الذي اعجبه، وعن شغفي الذي اتحدث عنه معه باستمرار وكيف انني ابلي حسنا فيه، شغفي الذي اخذه معي عند زيارتي له في جده وابيت عنده عندما تطول سهرتنا.
شغفي هو التنمية الترفيهية، وهي باختصار عبارة عن اقتباس الافكار التنموية والملهمة والمحفزة من مصادر الترفيه المتنوعة كالافلام -كما افعل الان- والاغاني والالعاب والاعلانات والمجلات، وعن أبحاثي المستمرة فيها لكي أتمكن في نهاية المطاف من بناء محتوى تنموي متكامل يلفت نظر المتابعين الى امكانية استفادتهم العظيمة من مصادر الترفيه التي يستمتعون بها يوميا، بأن أقوم بعرض نماذج من الطريقة التي استفدت منها انا شخصيا من هذه المصادر-مره اخرى تماما كما افعل الان-، وقد قمنا انا وصديقي هذا بترجمة أغنية لقناة التحول على يوتيوب هي أغنية أنا مؤمن - ليولاند آدم، من فلم Honey في احدى الصباحات التي سهرت فيها عنده.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان: هل ما اقوم به الان هو حقا شغفي؟ ومالذي يضمن لي ذلك؟
إجابتي بكل صراحة هي، لست متأكدا من ذلك، ولكن هذا هو تمسكت به لأطول فترة في حياتي حتى الان. كنت انا ايضا من من يغيرون اهتماماتهم التي يقضون فيها معظم اوقاتهم! كنت متخبطا وأسأل نفسي باستمرار: مالغرض من حياتي؟ مالذي يشعرني ببهجة الحياة؟ مالذي اريد ان اقدمه للاخرين في حياتي؟ حاليا انا مستغرق في مهمة بناء بطل خارق اسمه #ابو_الخوارق وظيفته هي تنمية متابعيه وترفيههم ولفت انتباههم الى الافكار التي تستحق الالتفات اليها في الحياة. واستغراقي في هذه المهمة باستمتاع وأمل هو الضامن الوحيد لي على انني أعيش شغفي كل يوم، الى أن بدأت أشعر حرفيا بأنني بطل خارق حقاً! وكل نشاطاتي التي بدأتها على انستقرام ويوتيوب الخ هي عبارة عن مشروع صغير لا اشعر بالوقت وانا منغمس فيه. وعدم الشعور بالوقت هو الظاهرة المشتركة عند جميع من يعيشون بشغف.
لكي لا تترك كل شيء تبدأه، قرر أن تسأل نفسك بجدية: مالذي اريد حقا ان ابدا فيه من غير ان اتركه؟ إسأل نفسك الان؟ أنا بطل خارق آمرك بأن تسأل نفسك الان من غير ان اضطر الى استخدام قواي الخارقة لإجبارك على ذلك ر-:
عندما كنت طفلا صغيرا مستغرقا في متابعة قناة سبيس تون -قناة شباب المستقبل- كنت اريد ان انتج مسلسلاً كرتونياً متجاوزً لكرتون "بيدابول" الذي اغاظني فيه ان الشخصيات تتحدث من غير ان ارى اي شفاهً تتحرك! من أين يتحدث هؤلاء القوم؟ أمن أنوفهم؟ هم أساساً لا يملكون أنوفاً حتى! اذاً، من أعينهم؟ ولكن كيف يعقل ذلك؟ كنت أريد انتاج كرتون تتحرك فيه شفاه الشخصيات كما تتحرك شفاهنا في العالم الحقيقي!
كان هذا مثالا بريئا ليوضح اننا جميعا كنا نرغب في طفولتنا ببعض الرغبات ايا كانت، فهي تعطينا لمحة عن مدى جموحنا وحلمنا وجديتنا البريئة التي فقدناها فور بلوغنا. تأمل في طفولتك وفي رغباتك وقتها، اجعل طفولتك احدى المحطات التي تبحث فيها عن شغفك. ربما لن تجد فيها رغبات جادة، لكنك ستدرك ان روحك منذ طفولتك لم تتوقف عن الرغبة والحلم.
أتعلم ماهي الطامة الكبرى؟ سأخبرك، على الرغم من أنني أعلم بأنك تعلم عنها، وهي أن تهزم نفسك وتحبط أيما أحباط بسبب خيبات الأمل المتكررة التي تعرضت لها وانت تحاول اكتشاف شغفك بتجريب كل ما تجده مثيرا امامك وكأنك مراهق استسلم لسحر مفاتن فتاة جميلة التقى بها للتو. استيقظ! ليس كل ما يثيرك قد يصبح شغفك الذي تقضي كل وقتك فيه! هناك هوايات وهناك شغف وهناك ما يسمى بالاولويات، وعليك ان تحسن التمييز بينها:
هذه بطلتنا الرئيسية نورا كلارك، طالبة في مدرسة الفنون، وهي مدرسة لا يلتحق بها سوا الاغنياء وليس ابناء الاحياء الفقيرة كحالة صديقنا تايلر جيج الذي سيأتي ذكره.
انتهى المطاف بتايلر جيج بأن عوقب بـ200 ساعة من الخدمة الاجتماعية في مدرسة الفنون لكونه من تحمل مسؤولية تحطيم مسرح المدرسة هو واصدقاؤه في احدى الليالي التي كانو يشاغبون فيها كعادتهم. واثناء خدمته الاجتماعية علم عن محنة نورا في بحثها عن شريك بعد ان اصيب شريكها الذي هو مثلها طالب في مدرسة الفنون.
حرفيا انا اخذت هذا الاقتباس بجدية، وهو من اكثر المشاهد التي أثرت فيّ من هذا الفلم. علينا جميعا ان نعمل بجد كل يوم على شغفنا لننتقل به الى مستويات اعلى، علينا ان نستعد لنحارب من اجل هذا الانتقال، لان هذه هي حياتنا، وهذا هو ما نريد ان نفعله فيها. اما ان نأخذ شغفنا باستهتار وبتردد، فهذا لا يليق بنا نحن المتحولين الحالمين. قسوتك على نفسك تعتبر قسوة لذيذة خصوصا عندما ترتبط بشغفك. انت عندما تقسو على نفسك وتضيع وجبة عشاء شهية مع عائلتك لكونك مستغرقا في كتابة مقالة عن فيلم رائع على الرغم من كونك جائعاً، هل تسمي هذه قسوة فعلا؟ ام استغراقا في مالاتريد ان تنقطع عنه حتى تنجزه؟! :)
بعد أن مل كارتر من حياة السرقات واللهو الذي كلفه حياة أخيه الصغير المشاكس، رغب أخيرا بالتخلي عن كل ذلك والتحول الى وضع افضل من ما كان عليه، صرح بأنه يريد ان يكون أفضل، ويريد أن يفعل أفضل من ما يفعله الان، من أجله ومن أجل صديقه تايلر ومن أجل أخيه المشاكس الذي قتل.
وكأن كارتر يقول لصديقه تايلر: أتضحك علي ام تضحك على نفسك؟ بالطبع نحن لم نفعل أقصى ما نستطيع حتى الان! جميعنا لم نفعل اقصى ما نستطيع! اعلمو اننا لو قمنا جميعا بفعل اقصى ما نستطيع لما بقينا على حالنا هذا. اسأل نفسك: ماذا لو قام الاغنياء باقصى ما يستطيعون من اجل الفقراء؟ ماذا لو قامت الحكومات باقصى ما تستطيع من اجل شعوبها؟ ماذا لو قام الوالد بأقصى ما يستطيع من اجل ابنائه وزوجته؟ ماذا لو قام اي لاعب او اي راقص او اي رسام او اي عازف او اي مدون او اي شخص بأقصى ما يستطيع؟ أنت تعرف من هو سوبرمان صحيح؟ وانتي تعلمين من هي المرأة العجيبة (وندر ومن) صح؟ تخيل انك بطل خارق؟ تخيلي انك بطلة خارقة؟ ماذا لو قمتم جميعا بالقيام بأقصى ما تستطيعون في حياتكم من أجلكم أنتم قبل كل شيء؟
سنتحدث اليوم عن أحد أشهر افلام الرقص المحبوبة والتي تحولت الى سلسلة نشر منها 4 افلام حتى الان، وخامس هذه الافلام سينشر في غضون بضعة اشهر من هذا العام 2014 وسنتحدث عنه فور صدوره، اما اليوم فسنناقش اول فلم من هذه السلسلة الرائعة من افلام Step Up بطريقتنا التنموية الترفيهية المعهودة.
لن نخوض في التفاصيل الصغيرة جدا لنترك لكم مجال الاستمتاع بهذا الفلم. سنتحدث عن النقاط الجوهرية التي تأملنا فيها والتي من الممكن ان تثري حياتنا اليومية.
تعودت ان اقوم بتلخيص الملاحظات التي اكتبها اثناء مشاهدتي لافلامي بعبارات قليلة، وفلم Step Up كان تلخيصي له كالاتي:
هذا فلم كأفلام كثيرة، يحثني شخصيا لكي أثبت أنني أريد ما أريده، وايضا يحثني على الاستعداد للمحاربة من أجل ما أريد. هذا الفلم باختصار هو عن اكتشاف شغفي في حياتي.
لماذا تترك كل شيء تبدؤه؟
منذ بضعة أيام اتصلت بأحد أعز اصدقائي وتحدثنا لوقت طويل عن كل شيء ولا شيء، وكانت احدى النقاط التي تحدثنا عنها هي عن الشغف الذي نريد ان نعيش به، وعن كيفية ايجاد هذا الشغف، وهذا يعد من اهم المواضيع التي على الشباب ان يهتمو بها في مقتبل أعمارهم، لماذا؟ لكي لا يضيعو سنوات طويلة في الجامعات وهم يبحثون فيها عن التخصصات التي تناسبهم والتي تشبع احتياجاتهم ليعبرو عن ذواتهم وامكاناتهم وقدراتهم. كم طالب جامعي تعرفه قام بتغير تخصصه أكثر من مره لكونه يبحث عن ما يناسبه ويرضيه حقا؟ كم مرة قمت انت بالبدء بتعلم مهارة معينة ثم لم تلبث ان استسلمت وتوقفت عن متابعة عملية التعلم؟
صديقي هذا تعلم اللغة الانجليزية في المنزل بمفرده، وهو من ساعدني على تعلم اللغة الانجليزية بنفس الدروس التي اخذها، وهو يعلم تماما عن قوة الارادة نظرا لخوضه تجربة حقيقية احتاج فيها لان يقوي ارادته اثناء تعلمه لهذه اللغة، لكنه الان لا يستطيع اكمال اي برنامج تعليم ذاتي يبدأ فيه!
بدأ بتعلم تصميم المواقع الالكترونية لفترة امتدت لثلاثة اشهر تقريبا، ثم ما لبث ان توقف عن ذلك! بدأ بترجمة المسلسلات الامريكية التي يحبها، ثم مالبث ان توقف ايضاً! وهذا من ما اشعره بإحباط حقيقي عبر عنه في تلك المكالمة، ثم اخبرني عني وعن تركيزي الذي اعجبه، وعن شغفي الذي اتحدث عنه معه باستمرار وكيف انني ابلي حسنا فيه، شغفي الذي اخذه معي عند زيارتي له في جده وابيت عنده عندما تطول سهرتنا.
شغفي هو التنمية الترفيهية، وهي باختصار عبارة عن اقتباس الافكار التنموية والملهمة والمحفزة من مصادر الترفيه المتنوعة كالافلام -كما افعل الان- والاغاني والالعاب والاعلانات والمجلات، وعن أبحاثي المستمرة فيها لكي أتمكن في نهاية المطاف من بناء محتوى تنموي متكامل يلفت نظر المتابعين الى امكانية استفادتهم العظيمة من مصادر الترفيه التي يستمتعون بها يوميا، بأن أقوم بعرض نماذج من الطريقة التي استفدت منها انا شخصيا من هذه المصادر-مره اخرى تماما كما افعل الان-، وقد قمنا انا وصديقي هذا بترجمة أغنية لقناة التحول على يوتيوب هي أغنية أنا مؤمن - ليولاند آدم، من فلم Honey في احدى الصباحات التي سهرت فيها عنده.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان: هل ما اقوم به الان هو حقا شغفي؟ ومالذي يضمن لي ذلك؟
إجابتي بكل صراحة هي، لست متأكدا من ذلك، ولكن هذا هو تمسكت به لأطول فترة في حياتي حتى الان. كنت انا ايضا من من يغيرون اهتماماتهم التي يقضون فيها معظم اوقاتهم! كنت متخبطا وأسأل نفسي باستمرار: مالغرض من حياتي؟ مالذي يشعرني ببهجة الحياة؟ مالذي اريد ان اقدمه للاخرين في حياتي؟ حاليا انا مستغرق في مهمة بناء بطل خارق اسمه #ابو_الخوارق وظيفته هي تنمية متابعيه وترفيههم ولفت انتباههم الى الافكار التي تستحق الالتفات اليها في الحياة. واستغراقي في هذه المهمة باستمتاع وأمل هو الضامن الوحيد لي على انني أعيش شغفي كل يوم، الى أن بدأت أشعر حرفيا بأنني بطل خارق حقاً! وكل نشاطاتي التي بدأتها على انستقرام ويوتيوب الخ هي عبارة عن مشروع صغير لا اشعر بالوقت وانا منغمس فيه. وعدم الشعور بالوقت هو الظاهرة المشتركة عند جميع من يعيشون بشغف.
ماذا عنك؟ مالذي تريده؟
لكي لا تترك كل شيء تبدأه، قرر أن تسأل نفسك بجدية: مالذي اريد حقا ان ابدا فيه من غير ان اتركه؟ إسأل نفسك الان؟ أنا بطل خارق آمرك بأن تسأل نفسك الان من غير ان اضطر الى استخدام قواي الخارقة لإجبارك على ذلك ر-:
عندما كنت طفلا صغيرا مستغرقا في متابعة قناة سبيس تون -قناة شباب المستقبل- كنت اريد ان انتج مسلسلاً كرتونياً متجاوزً لكرتون "بيدابول" الذي اغاظني فيه ان الشخصيات تتحدث من غير ان ارى اي شفاهً تتحرك! من أين يتحدث هؤلاء القوم؟ أمن أنوفهم؟ هم أساساً لا يملكون أنوفاً حتى! اذاً، من أعينهم؟ ولكن كيف يعقل ذلك؟ كنت أريد انتاج كرتون تتحرك فيه شفاه الشخصيات كما تتحرك شفاهنا في العالم الحقيقي!
كان هذا مثالا بريئا ليوضح اننا جميعا كنا نرغب في طفولتنا ببعض الرغبات ايا كانت، فهي تعطينا لمحة عن مدى جموحنا وحلمنا وجديتنا البريئة التي فقدناها فور بلوغنا. تأمل في طفولتك وفي رغباتك وقتها، اجعل طفولتك احدى المحطات التي تبحث فيها عن شغفك. ربما لن تجد فيها رغبات جادة، لكنك ستدرك ان روحك منذ طفولتك لم تتوقف عن الرغبة والحلم.
لا تشعر أبدا بأنك لا تستحق شيئا تريده لنفسك
أتعلم ماهي الطامة الكبرى؟ سأخبرك، على الرغم من أنني أعلم بأنك تعلم عنها، وهي أن تهزم نفسك وتحبط أيما أحباط بسبب خيبات الأمل المتكررة التي تعرضت لها وانت تحاول اكتشاف شغفك بتجريب كل ما تجده مثيرا امامك وكأنك مراهق استسلم لسحر مفاتن فتاة جميلة التقى بها للتو. استيقظ! ليس كل ما يثيرك قد يصبح شغفك الذي تقضي كل وقتك فيه! هناك هوايات وهناك شغف وهناك ما يسمى بالاولويات، وعليك ان تحسن التمييز بينها:
الهوايات
هي ما تتنقل بينها باستمرار بلا توقف، كأن تشاهد الافلام وتتسكع مع اصدقائك في متجر العاب الفيديو وتتعلم الهندسة الصوتية او تجربي تنويعات مختلفة من مكياجك ان كنتي فتاة وتقومي برسم فساتينك وتكتبي قصصا قصيرة على مدونتك الخ من الهوايات التي نستمتع بها ونحن مستغرقون فيها، ولكنها تظل في نهاية المطاف هوايات ليس اكثر.
الشغف
هو هواية او مهارة اتقنتها وتسعد كلما اشركت الاخرين فيها، والمميز في الشغف هو انك تشعر بحالة انخطاف وانت مستغرق فيه، وتستطيع ان تحلق بالاخرين الذين تشاركهم شغفك في سماء ابداعك وانسجامك. الشغف هو نقطة قوتك التي تعبر عن امكاناتك وقدراتك من خلالها، هو نقطة قوتك التي تتطور فيها بشكل سحري وأسرع من من يشاركك فيه، فمثلا ان كنتم عازفو جيتار تتعلمون عند معلم واحد، فالشغوف منكم هو من يتعلم اسرع ويبدأ بتأليف مقطوعات خاصه به لكونه اتقن التكنيك الذي يخوله لأن يصبح عازفاً بحق، ومن ثم يقوم بمشاركة الاخرين معزوفاته بحب وحماسه.
الاولويات
وهي الاكثر خداعا، تشعر وانت تعمل عليها وكأنها شغفك ولكنها ليست كذلك. احذر من ان تعيش في حيز الاولويات من غير ان تجعل اكتشاف شغفك من اولوياتك، فصخب الحياة اليومية يجعل من بعض الامور اهم من غيرها، وهنا تأتي ضرورة حسن التمييز بين الهوايات والشغف والاولويات مع بعضها البعض. اجعل اكتشاف شغفك من اولوياتك كما هي اولويات العمل والحب والصداقة والدراسة والعبادة وتربية الاطفال جيدا.
ان شعرت يوما بأنه من الافضل لك ان لا تريد شيئا فاعلم بأنك منهارٌ من غير ان تعلم ذلك! بحقك! كيف تستطيع ان تعيش من غير ان ترغب في حب فتاة ومن غير اثراء علاقتك باصدقائك وبوالديك ومن غير ان ترغب في النجاح في مهنتك وزيادة ارباحك ومن غير ان ترقص ان كان الرقص هو اكثر ما يشعرك بالحياة والتوسع!
التدريب هو أهم واجباتي
هذه بطلتنا الرئيسية نورا كلارك، طالبة في مدرسة الفنون، وهي مدرسة لا يلتحق بها سوا الاغنياء وليس ابناء الاحياء الفقيرة كحالة صديقنا تايلر جيج الذي سيأتي ذكره.
نورا تعشق الرقص وهي على وشك التخرج من مدرسة الفنون وابرام العقود مع اكبر شركات الرقص في امريكا، لذلك عليها ان تبهرهم بعرضها لكي تحجز لها عقدا على قدر مستواها.
ترى والدة نورا ان ابنتها تضيع وقتها فيما لا ينفع، لذلك هي لا تولي اي اهتماما بشغفها هذا، ونورا مستاءة جدا من موقف والدتها تجاه الرقص الذي شغفت بها، لذلك اصبحت ترد على والدتها بانفعال ملحوظ كلما سألتها عن اي شيء يخصها. وفي هذه اللقطة تأخرت نورا عن المنزل، وسألتها امها اين كانت، فأجابت بأنها كانت تتدرب، فردت والدتها بأنها اصبحت مؤخرا تتدرب كثيرا جدا وهذا جعلها تهمل واجباتها المدرسية، فردت نوارا بأن التدرب على الرقص يعد اهم واجباتها وبأنه تقريبا يساوي كل شيء، لكونها تتطلع الى النجاح في رقصتها في الحفل النهائي. وتدور احداث الفلم حول بحث نورا عن الشريك المناسب لترقص معه في الحفل بعد ان اصيب شريكها بالتواء في الكاحل حال دون مشاركته معها في العرض النهائي، وهذا اجبر نورا على البحث عن شريك في أسرع وقت ممكن، ولحسن الحظ هناك من تبرع بتقديم المساعدة، ولقد وافقت اخيرا. كان صديقنا الذي بادر بتقديم المساعدة في العمل الوحيد الذي يتقنه الا وهو الرقص: تايلر جيج، وهذه هي قصته
أثبت أنك تريده
انتهى المطاف بتايلر جيج بأن عوقب بـ200 ساعة من الخدمة الاجتماعية في مدرسة الفنون لكونه من تحمل مسؤولية تحطيم مسرح المدرسة هو واصدقاؤه في احدى الليالي التي كانو يشاغبون فيها كعادتهم. واثناء خدمته الاجتماعية علم عن محنة نورا في بحثها عن شريك بعد ان اصيب شريكها الذي هو مثلها طالب في مدرسة الفنون.
قام تايلر بالمبادرة لمساعدة نورا كما اسلفنا ووافقت نورا، وبعد فترة قصيرة رغب تايلر بالانضمام الى مدرسة الفنون وتحدث مع مديرة المدرسة بخصوص ذلك لكنها رفضت، لعلمها بطبيعة الاشخاص من نوع تايلر الذين يبدأون الاشياء ولا ينهونها.
اخبرته ان النظام في مدرستها قاسي جدا، وان على الطالب ان يأخذه بجدية، واجمل ما اخبرته به هو ان الطلاب مستعدون للمحاربه من اجل البقاء والنجاح في هذه المدرسة
حرفيا انا اخذت هذا الاقتباس بجدية، وهو من اكثر المشاهد التي أثرت فيّ من هذا الفلم. علينا جميعا ان نعمل بجد كل يوم على شغفنا لننتقل به الى مستويات اعلى، علينا ان نستعد لنحارب من اجل هذا الانتقال، لان هذه هي حياتنا، وهذا هو ما نريد ان نفعله فيها. اما ان نأخذ شغفنا باستهتار وبتردد، فهذا لا يليق بنا نحن المتحولين الحالمين. قسوتك على نفسك تعتبر قسوة لذيذة خصوصا عندما ترتبط بشغفك. انت عندما تقسو على نفسك وتضيع وجبة عشاء شهية مع عائلتك لكونك مستغرقا في كتابة مقالة عن فيلم رائع على الرغم من كونك جائعاً، هل تسمي هذه قسوة فعلا؟ ام استغراقا في مالاتريد ان تنقطع عنه حتى تنجزه؟! :)
بعد ذلك اتت اللقطة في الاعلى "أثبت لي انك تريده حقا". في حياتك لا تسأل أي شخص عن ماعليك فعله لتنال ما تريده منه، لا تسأل: ماذا علي أن أفعل لكي تقبلوني في شركتكم؟ في فريقكم؟ في جامعتكم المرموقة؟ فقط أثبت لهم أنك تريد ذلك حقاً، إقسو على نفسك قليلا واعمل بجد كل يوم لتقترب من هدفك، أثبت لهم أنك مستعد للمحاربة من أجل هذا الهدف او هذا الشغف.
أريد أن أكون أفضل
بعد أن مل كارتر من حياة السرقات واللهو الذي كلفه حياة أخيه الصغير المشاكس، رغب أخيرا بالتخلي عن كل ذلك والتحول الى وضع افضل من ما كان عليه، صرح بأنه يريد ان يكون أفضل، ويريد أن يفعل أفضل من ما يفعله الان، من أجله ومن أجل صديقه تايلر ومن أجل أخيه المشاكس الذي قتل.
ألم تمل بعد من حياتك الرتيبة؟ باللهِ عليك الا تشعر بأنك تريد أن تكون أفضل؟ انت تعلم ان في وسعك ان تكون افضل ان اردت، اذاً مالذي يوقفك؟ اكتشف شغفك، اصدق النية، بادر بالاهتمام بنفسك ولا تنتظر من الاخرين ان يهتمو بك. افعل هذا من اجلك ومن اجل اخوانك الصغار الذين يحتاجون الى مثل اعلى اقرب من اولئك النجوم الاعلاميين الصاخبين. افعل هذا من اجل بلدك و من اجل بني جنسك ومن اجل الشباب في سنك من من يسيء البعض من البالغين في حكمه عليهم. افعلي هذا من اجل بنات جنسك من من يساء الحكم عليهن بأنهن غبيات وسطحيات ولا أمل يرجى منهن. افعلي هذا من اجل الحياة التي اوجدتك، لتفعلي هذا.
أحقا نحن نفعل أقصى ما نستطيع؟
وكأن كارتر يقول لصديقه تايلر: أتضحك علي ام تضحك على نفسك؟ بالطبع نحن لم نفعل أقصى ما نستطيع حتى الان! جميعنا لم نفعل اقصى ما نستطيع! اعلمو اننا لو قمنا جميعا بفعل اقصى ما نستطيع لما بقينا على حالنا هذا. اسأل نفسك: ماذا لو قام الاغنياء باقصى ما يستطيعون من اجل الفقراء؟ ماذا لو قامت الحكومات باقصى ما تستطيع من اجل شعوبها؟ ماذا لو قام الوالد بأقصى ما يستطيع من اجل ابنائه وزوجته؟ ماذا لو قام اي لاعب او اي راقص او اي رسام او اي عازف او اي مدون او اي شخص بأقصى ما يستطيع؟ أنت تعرف من هو سوبرمان صحيح؟ وانتي تعلمين من هي المرأة العجيبة (وندر ومن) صح؟ تخيل انك بطل خارق؟ تخيلي انك بطلة خارقة؟ ماذا لو قمتم جميعا بالقيام بأقصى ما تستطيعون في حياتكم من أجلكم أنتم قبل كل شيء؟
بعد هذه اللقظة أصبحت أسأل نفسي: ماذا لو قمت أنا بأقصى ما أستطيع من أجل بطلي الخارق "ابو الخوارق"؟
وفي ثقافة الهيب هوب هناك ايماءة جميلة تعبر عن هذا السؤال من غير نطقه تجدونها في هذه الصورة:
هذه النظرة تعني: بالله عليك! أهذا أقصى مالديك؟
عبر عن هذه النظرة الرجل الرائع على مسرح تيد اكس صاحب نظرية البيداغوجيا العنصرية "كريس إمدين" تابع لقاءه الجميل لتعلم أكثر عن هذه النظرة المهمة التي سميناها: بالله عليك أهذا أقصى مالديك؟
اذا، مع هذه النظرة نكون قد وصلنا الى اخر مقالتنا مع فيلمنا الرهيب Step Up وهذا تلخيص النقاط الجوهرية التي ناقشناها:
ملخص الفلم:
- لماذا تترك كل شيء تبدؤه؟ اعتقد انك بعد ان قرأت عن الشغف فهمت اكثر لماذا نستمر بالقفز من اهتمام الى اخر في طريقنا نحو معرفة ما نريد ان نحارب من أجله في حياتنا. عندما تجد ما انت مستعد لتحارب من اجله فلن تتركه. لا تصدقني؟ اذا، تابع الفلم الان.
- ماذا عنك؟ مالذي تريده؟ اخبرتك عن بعض ما اريده انا فيما يتعلق بأبو الخوارق، وناقشنا ما كانت نورا تريده لنفسها، وسنختم هذه المقالة بعد قليل بما اراده بطلنا تايلر.
- لا تشعر أبدا بأنك لا تستحق شيئا تريده لنفسك. عندما تيأس من البحث عن ما تريد ستصل عاجلا ام اجلا الى هذه النقطة التي ترى فيها انه من الافضل لك ان لا ترغب بشيء على الاطلاق لان كل ما ترغب به -ليس فقط لا تناله- وانما يبتعد عنك اكثر وكأن من الافضل لو انك لم ترغب به اصلاً! لا عليك، واصل بحثك، وآمن بأن بعض الافلام كهذا الفلم انتجت لكي تواسينا وتعلي همتنا وتحثنا على عدم الاستسلام ايا كانت الظروف.
- التدريب هو اهم واجباتي. اجعل هذا احد توكيداتك التي تساعدك لكي تثبت انك تريد ماتريده. تدرب وتحسن باستمرار، اقسو على نفسك، فقط فيما يتعلق بشغفك، لان هذا لن يكون قسوة ابدا، وانما نوع من انواع اثبات الجدية والصدق. ان وجدت طريقة اسهل من ذلك لتثبت جديتك فافعلها، وان لم تجد، فاعلم ان هذه هي انسب طريقة.
- أثبت أنك تريده. ان أردت شيئا فاثبت انك تريده حقا، هذا كل شيء. أنا أريدك ان تتابع هذا الفلم الشيق، وهذا هو هدفي من كتابة هذه المقالة، ان تتابع الفلم وتسمح له بأن يؤثر عليك هو والافلام الاخرى التي تعجبك.
- أريد أن أكون أفضل. اجعل هذا توكيدك الثاني بعد توكيد "التدريب اهم واجباتي". كلما شعرت بأنك لا تتقدم في حياتك رغم انك تريد ان تتقدم فعلا، تذكر انك تريد ان تكون افضل من اجلك ومن اجل الكثيرين الذين أهمهم أنت. تستطيع ان تريد ان تكون أفضل من أجل الله، افعل ما تشاء. وتذكر ان "قول الكلمات لا يجعلها تتحقق".
- أحقا نحن نفعل أقصى ما نستطيع؟ الاجابة كما علمنا هي لا. فلتفعل أقصى ما تستطيع.
لاتنسى ان تترك تعليقك على المقالة ان اعجبتك، او على الفيلم ان كنت قد شاهدته او بعد ان تشاهده، وان وجدت فيلما أثارك ويستحق ان نكتب عنه فشاركنا بتعليقك مشكورا.
مدونة التحول
للتنمية الترفيهية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا تعليقك