كثرة مؤخرا الافلام التي تتحدث عن وعي الالة (او الذكاء الصناعي)، وعن امكانية تواصل الانسان مع هذا الذكاء بمرونة وسلاسة. وبات واضحا جدا ان هوليوود تريدنا ان نواجه مستقبلنا الذي حتمه علينا مطورونا التقنيين ومخرجينا السنيمائيين الذين اشتركو في رسالة واحدة، هي جذب المستقبل من عنقه الى حاضرنا الذي لم ولن نرضى عنه. فالتطور هو ديدننا منذ فجر التاريخ.
السنجلاريتي هو احدى مفاهيم الوعي الفائق المرتبط بالالة والتي تحدث عنه الكاتب رايموند كوريزوال في كتبه ومحاضراته على مواقع كثيرة كيوتيوب وبق ثنك وتيد اكس، مما جعل من السنجلاريتي احد اكثر المفاهيم تشويقا وشهرة لكون رايموند احد المدراء التنفيذيين في شركة قوقل العملاقة، وهذا جعل الكثير من المخرجين يساهمون في تسليط الضوء على مفهوم مهم وعصري كهذا، وفلمنا اليوم هو احدى هذه الافلام المرتبطة بهذا المفهوم.
فلم هر الذي يعني الضمير "هي" هو احدى الافلام التسع الرائعة التي ترشحت لنيل جائزة الاوسكار لعام 2013 ولقد توفق مخرج وكاتب نص الفلم "سبايك جونز" بالفوز بجائزة افضل نص اصلي. لقد كانت احداث هذا الفلم مشوقة بحيث جعلت للبطل حبيبة ليست من عالمنا، وانما من عالم التكنولوجيا المتطورة. وهذا هو اغرب ما في الامر!
فقد قام ثيودور وهو بطل الفلم باتخاذ سامانثا حبيبة له بعد ان كانت مساعدته الشخصية، حيث كانت في الاساس عبارة عن برنامج ذكاء صناعي يعمل بالحاسوب اشتراه بعد ان تأثر باحدى الاعلانات التجارية عنه، وهو جيد لادارة البريد الالكتروني والمستندات الالكترونية وما الى ذلك، وما لبثت ان تحول -برنامج الذكاء الصناعي" الى حبيبة تبادل صديقها نفس المشاعر الدافئة التي وجدت سبيلا للتعبير عنها.
سيتمنى كل من يشاهد الفلم ان يمتلك صديقة حميمة كسمانثا. وفي الحقيقة هذا ما سيحصل مستقبلا، و اعتقد ان انتاج هذا الفلم كان لغرض اعطائنا لمحة بسيطة عن المستقبل الذي ينتظرنا بعد عقود قليلة جدا.
لم تصدق زوجة ثيودور ان زوجها طلقها لينخرط في علاقة حب مع حاسبه الي !!!
ونحن كمتابعين للفلم لن نستطيع ان نشرح لها عمق هذه المشاعر التي كانت بين سامانثا وثيودور وكيف انها كانت حقيقية بشكل لا يصدق. لذلك استحق المخرج سبايك جونز جائزة الاوسكار لافضل نص اصلي بجدارة.
وان كان هناك ثمت ما نستفيده من هذا الفلم الرائع فهو التأكد من ان هوليود اصبحت تبث بوضوح بعضا من اهم المعاني والرؤى المستقبلية بأساليب رائعة اكثر من اي وقت مضى. وبمشاهدتك لهذا الفلم ستستطيع ان تعي بعضا من افكار الكاتب راي كوريزوال اتي تحدث عنها في كتابه المميز "عصر الالات الروحية" وكيف ان في وسعنا التعبير عن مشاعرنا العميقة من خلال الانترنت في المستقبل القريب، وهذا ليس هو الموضوع الاساسي من السنجلاريتي طبعا، ولكنه احد الجوانب الاكثر غموضا ولامعقولية فيه.
هذا احد اجمل الافلام التي تنبض بالمشاعر المختلطة، وستشعر اثناء مشاهدته بمشاعر لن تصدق ان فلم ما يستطيع ان يستحثها فيك. اعتقد انه فلم لن ينسى، لكونه استطاع ان يعبر عن مشاعر التوحد التي يشعر به الانعزاليون.
استمتعت كثيرا باداء الممثلين:
جاكوين فينكس
ايمي ادمز
و كارلت جونسون في دور "سامانثا"
تم تخليد اسم المخرج "سبايك جونز" لفوزه بجائزة اوسكار عن فلم رومنسي بمستوى فلمي "كازابلانكا" و "قوز وذ ذ وند" الفائزين بالاوسكار ايضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا تعليقك