الجمعة، 13 يونيو 2014

فلم النحلة - Bee Movie

استطاع اليعسوب المتمرد "بيري بنسن" ان يصبح من أعظم النحلات بعد أن نجح بشخصيته المرحة والجادة في قضية عمره التي طالب فيها بحقوق بني جنسه من النحل، واسترجع من الاسواق كل قطرة من العسل الذي صنعوه. 

سنتحدث عن هذا الفلم بطريقتنا التنموية الترفيهية، وهي طريقة ابتكرناها في تحليل الافلام نحاول من خلالها لفت انظار المتابعين الى النقاط الجوهرية التي أعجبتنا في جميع افلامنا التي سنتحدث عنها في هذه المدونة، وهي طريقة ساعدتنا على اثراء حياتنا اليومية من خلال الافلام وجميع مصادر الترفيه المتنوعة والتي سنتحدث عنها لاحقا على حدى، أما الان، فنحن على وشك سبر اغوار "فيلم النحلة" وصدقوني ان قلت لكم انني على استعداد لمشاهدة هذا الفلم لعشر مرات أخرى. 

فلنغير العادة قليلاً 

تبدأ قصة الفيلم من أول مشهد فيه بتوضيح شخصية بيري الذي يكره الروتين، فقد قام باختيار مايرتديه يوم تخرجه بشكل مختلف :) 


توسيع الخيارات

بعد ان تخرج بيري هو وصديقه آدم بدأت رحلة اختيارهم لتخصصهم في القفير الذي سيعملون فيه في صناعة النحل، حيث ان على كل نحلة ان تختار تخصصا واحدا تقضي فيه ماتبقى من عمرها، وهذا ازعج بيري كثيرا !


نعلم أن المبدعون يكرهون التحديد والخيارات الضيقة، كذلك هو بيري اللذي يتطلع الى خيارات واسعه تخوله لان يعيش حياته بكل اثارتها ومغامراتها، لذلك قرر ان يختار تخصصا من الصعب ان يقبلوه فيه، وهو ان يكون فارس لقاح، ووظيفة فارس اللقاح هي انه يطير خارج القفير "العالم المحدود للنحل" ليقوم برش الطلع هنا وهناك فوق الزهور، حيث ان هذه احدى عمليات صناعة العسل.

وكما هو حال اغلب اصدقائنا المحدودين قام آدم بإحباط همة بيري وتذكيره بأنه لم يولد فارس لقاح، وان من يولدون كفرسان لقاح هم وحدهم من يكونون كذلك، الا ان بيري لم يكترث بما قاله صديقه، فهو يكره الايام المتشابهه داخل القفير، وتمسك بهدف تحريره نفسه، كما تمسك بهدف التحليق خارج القفير


من أهم سمات المبدعين والاشخاص المتحولين -من الشخصية السلبية الكسولة الى الايجابية الفعّالة- هي انهم يكرهون الروتين، ويوسعون خياراتهم طوال الوقت، ويصرون على الرؤية التي يتصوروها لأنفسهم داخل عقولهم.


وتستمر المشاهد المثيررة بالتتابع، لنرى بيري يحقق النجاح تلو النجاح، وعندما يخفق او يتسبب بكارثة ما نراه يتراجع عن موقفه السلبي لآخر أفضل. ان هذه النحلة الصفراء تتحدث عنا وعن سلوكياتنا نحن البشر! تخفق مثلنا وتحقق النجاحات، وتواجه العقبات يوميا وهي في رحلة نموها وانجازها لرسالتها في الحياة. سنرى كيف ان هذه النحلة تتحدث عنا بوضوح في اقتباس مصور آخر من هذه التدوينة.

اكتشاف رسالتنا في الحياة "الغرض من حياتنا" 

بعد ان خرج بيري مع فرسان اللقاح وتعلم منهم وهو يراقبهم كيف يقومون بتلقيح الزهور، تتابعت الاحداث التي أدت الى ابتعاده عن فريق فرسان اللقاح وتاه في أرجاء المدينة الفسيحة التي تحتوي على الكثير من المواضيع التي تتجاوز حدود القفير الذي كان يعيش فيه.

تعرف بيري على فتاة جميلة اسمها فانيسا، وأصبحا صديقين بعد أن قامت بإنقاذه من صديقها الحميم الذي هم بالقضاء عليه بجزمته خوفا من ان يلسعه بابرته، ثم سألت صديقها الحميم سؤالاً حفظته فور استماعي له، وهو اكثر الأسئلة التي حفظتها في رأسي من بين كل الافلام التي تابعتها: 


تتابعت الاحداث واكتشف بيري ان هناك من يقوم باستغلال النحل لصنع العسل ومن ثم المتاجرة بمجهودهم! ومن هنا بدأ الفلم حقا، من هنا بدأت الثورة التي هدفها الانتصار


التعاون المشترك

العدل أعمى، بالنسبة للبشر والنحل على حد سواء، وهذا ما يعبر عنه ميزان القاضي في هذه الصورة


وانتصاراً للمبدأ، قررت فانيسا صديقة بيري البشرية أن تساعد صديقها على كسب هذه القضية التي آمن بها من كل قلبه، نظرا للمرارة التي شعر بها جراء استغلال البشر للنحل وجعلهم يعملون منذ سنوات طويلة على صناعته كالعبيد في الوقت الذي يتمتع فيه البشر بثمرات هذا المجهود والاحتفاظ بالأرباح لأنفسهم.

الطبيعة تعرف كيف توازن نفسها 

بعد ان فاز بيري بالقضية وعاد كل العسل الى النحل، لم تتمكن الزهور من البقاء على قيد الحياة لانعدام تلقيحها من قبل النحل! وهذه كارثة طبيعية تسبب بها بيري! وعلى الفور اتخذ اجراءات مغايرة لتصحيح الوضع، وحسناً فعل.

ان جميع المخلوقات سواء من الحشرات او من النباتات خلقت لغرض معين يساهم في الحفاظ على توازن الطبيعة، وهذا التوازن يتم من خلال نشاطاتها التي تقوم بها يوميا او في بعض المواسم لتساهم في استمرار الحياة على كوكبنا، ويجدر بنا مراقبة العمليات الطبيعية من حولنا لنتعلم منها كيف نوازن حياتنا نحن أيضا، فالحياة هي عن احتراف التوازن. على الاقل هذا ما ستطعت استشفافه من هذه الكارثة الطبيعية التي تأملت فيها!

النحل والبشر واحد 


نستطيع ان نتصرف في هذه العبارة بأن نقرأها هكذا وستكون صحيحة أيضا:
نحن البشر لم نتردد يوما في الاقدام على تغيير العالم. ماذا عن الانسان كولومبوس؟ والانسان غاندي؟ والانسان مانديلا؟
سواء أتصرفنا فيها ام لم نفعل، فهذا هو ما تقره العبارة حرفيا، والا، منذ متى أصبح للنحل اسماء!!! والطريف في الامر ان بيري بينسن في الصورة السابقة حل ضيفا على أشهر البرامج الامريكية: برنامج النحله لاري كينج.


انظرو كيف ان هذه النحلة تشبه لاري كثيراً ..


وبما ان بيري اصبح نحلا عظيما ككلومبوس وغاندي ومانديلا، فشخصيته في هذا الفيلم تحثنا على ان نكون بشراً متمردين نحن أيضاً، انه يحثنا على ان نعيش قدرنا كغاندي ومانديلا!

وكيف سنعيش قدرنا من غير ان نجد معنى لحياتنا ونكتشف رسالتنا ونتمسك بها! قام كولومبوس باكتشاف قارة امريكا عندما تاق لتنظيم رحلة استكشافية اقتصادية حول العالم، وقام غاندي بالانتصار على الاستعمار الانكليزي بالسلم من غير اراقة للدماء، وقام مانديلا برئاسة جنوب افريقيا بعد ان غفر لرئيسها السابق والذي سجنه ظلما لسنوات طويلة بسبب العنصرية التي انتصر عليها ايضا في نهاية المطاف!
 
هكذا علينا ان نتعامل مع ابطال الافلام. كل الشخصيات صممت ليتم تقمص خصالها الحسنة، وبعضنا يختار السيئة. على اية حال، الفلم اسطورة، وعلينا ان نتعامل معه على انه فن يغذي رغبات عميقة فينا لنكون بشرا أفضل وأرقى وأنبل.

تأثير المهمات الصغيرة 

تفضلت علينا الكثير من كتب مكتبة جرير بأن أتخمتنا بالاستراتيجيات التي تنص على ان النجاح هو عبارة عن ركام من الاعمال الصغيرة، وهذه استراتيجية صحيحة فعلا. ولقد كانت هذه الفكرة احدى الافكار التي تلقنها بيري يوم تخرجه من مرشدتهم في رحلتهم الاستكشافية الاولى داخل القفير


وفي عالمنا هذا الذي نواجه فيه الكثير من التحديات، تعتبر المهمات البسيطة من اهم السلوكيات التي علينا تلقنها والعمل وفقها في حياتنا اليومية، سواء في التعلم او في تنفيذ الخطط على المستوى الشخصي او المجتمعي. علينا ان نتكاتف لنصنع حضارةً ووعياً عالميا جديداً ومسؤولاً كما يتكاتف النحل عند صنع العسل النقي، وعلينا ان نتأمل في الأفكار المبثوثة في الافلام التي نتابعها كل يوم بعد يوم شاق من العمل، والتي يقوم منتجوها بابهارنا بأن في وسعهم القيام بدورهم الترفيهي والتوعوي من خلال وسائل الترفيه، وهذا سلوك يعكس مدى رقي "مجال صناعة الافلام" التي لم تعد لمجرد الترفيه فقط، وانما ايضا لتحمل مسؤولية تثقيف المتابعين وتكريس القيم والمبادئ الانسانية فيهم في الوقت الذي تتم تسليتهم فيه على اكمل وجه، وهذه طريقة اختراق مبتكرة لعقلنا الباطن، وهو العقل الذي يتأثر بالفن الذي من وظائفه انه يرقينا ويزيد تحضرنا وقدرتنا على الابداع نحن ايضا.

كانت فكرة المهمات البسيطة احدى الافكار التي حوّلت بيري وتغلغلت داخل عقله الباطن، وقام باستدعائها في الوقت الذي احتاجها فيه عندما اراد ان يلم شمل النحل مرة اخرى ليعملون في صناعة العسل من جديد ليساهمو في المحافظة على توازن الطبيعة


هكذا ننتهي من تحليلنا لـ "فلم النحلة" بطريقتنا التنموية الترفيهية، ونحثكم ان تتابعوه مرة اخرى لتستمتعو به ولتروا بأنفسكم انه ناقش العديد من الافكار الواردة في تدوينتنا والتي تستحق التأمل والتركيز لملاحظتها. بعد ذلك شاركونا تعليقاتك وملاحظاتكم مشكورين. 


ملخص نقاط الفلم 

- فلتغير عاداتك قليلا وتمتع بالتنوع الغزير في الحياة.
- وسع خياراتك وحافظ على بعد نظرك ولبي رغباتك التي تنبع من اعماق قلبك.
- اكتشف الغرض من حياتك، وهذه مهمة ليست سهلة وليست صعبة أيضا، عليك فقط ان تنوي وتصدق النية.
- طالب بحقوقك ولا تسكت عنها، هذا من أهم دروس الحياة، ومن الرسائل التي تشترك الكثير من الافلام في بثها.
- تعاون مع الاخرين لتنفيذ خططكم وتحقيق اهدافكم المشتركة لتنتصرو للمبدأ من أجل ان لا ينتشر الظلم بينكم.
- راقب باستمرار كيف تقوم الطبيعة بموازنة نفسها، وتعلم من خلالها كيف توازن ايامك. 
- انت متحد بجميع المخلوقات اتحادا لا ينفصل، وان شعرت بالانفصال فهذا وهم توهمته أنت وقد لا يكون حقيقياً. لذلك اعلم انك من خلال ملاحظة اتصالك بالبشر وبالمخلوقات الاخرى فأنت حرفيا تكتشف نفسك. جرب، تأمل، فكر. 
- قم بتنفيذ استراتيجية "المهمات البسيطة او المهمات الصغيرة" واعمل خطوات بسيطة كل مره لتنجح في تحقيق احد اهدافك، واخبر الاخرين ان هذا الفلم قد يعلمهم هذه الاستراتيجية ويوضح لهم مدى تأثيرها وقدرتها على صناعة الفرق في الحياة.
- واخيرا :) اقرأ ملخص الفيلم في كل مرة تشعر فيها بأنك تريد ذلك، والاهم من قراءتك للملخص هو ان تشاهد الفلم، ثم تشاركنا تدوين ملاحظاتك وخواطرك الخاصة عليه. 

هذه هي طريقتنا التنموية والترفيهية في الاستمتاع والاستفادة من كل الافلام. 
أهلا بكم في مدونة التحول للتنمية الترفيهية.




تجدون على حسابنا في انستقرام باقي الاقتباسات المرئية التي علقنا عليها في هذه التدوينة.
اضغط هنا للانتقال الى حساب التحول للتنمية الترفيهية على انستقرام.

هناك تعليقان (2):

شاركنا تعليقك

فلم هني - Honey